قد تشعر بأنك تائه أثناء محاولتك اتباع نمط حياة صحي، خاصة فيما يتعلق بالأطعمة التي عليك تجنبها. إذاً، تابع قراءة هذا المقال لتكتشف المزيد عن عالم الطعام الصحي وغير الصحي، والفرق بينهما، وتأثيرهما على الصحة، وتأثيرهما على أسلوب حياتنا.
دوماً ما نواجه المصطلحين "الطعام الصحي" و "الطعام غير الصحي". لكن، ما المقصود بهما؟ كيف تؤثر هذه الأطعمة على صحتنا، وطاقتنا، ومزاجنا؟ لقد حان وقت إزالة الغموض عن هذين المفهومين لندرك كيفية تأثير اختياراتنا الغذائية على حياتنا؛ إذ إنّ الطعام الذي نستهلكه ليس مجرد وقود لأجسادنا، بل إنه أيضاً لبنات بناء الخلايا، والمُنظم لعمليات الجسم الحيوية، والمؤثر على صحتنا النفسية.
عند الحديث عن الأنظمة الغذائية الصحية، فإننا نشير إلى الدمج المتوازن بين المجموعات الغذائية، والتي تشمل:
الفواكه والخضراوات المتنوعة، والتي تحتوي على المعادن، والفيتامينات، ومضادات الأكسدة. تضيف هذه الأطعمة الملونة الحيوية إلى وجباتنا وتحمينا من الأمراض.
الحبوب الكاملة، مثل الأرز والشوفان، والتي تمدّ أجسادنا بالطاقة والألياف، وتحافظ على صحة الجهاز الهضمي، وتُشعرنا بالشبع، ما يساعدنا على التحكم بشهيتنا.
البروتينات الكاملة، مثل الدجاج، والسمك، والبقوليات، وهي أساسية لبناء العضلات وإنتاج إنزيمات الجسم والهرمونات.
الدهون الصحية الموجودة في الأفوكادو، والمكسرات، وزيت الزيتون، تدعم صحة القلب ووظائف الدماغ. وعلى الرغم من سمعة الدهون السيئة، إلا أنّ الجسم يحتاج النوع الصحي منها، لأنها ضرورية لامتصاص فيتامينات معينة.
الطعام الصحي ليس مجرد وسيلة تحكم بالوزن، بل إنه عامل أساسي أيضاً في الحفاظ على صحة جيدة، حيث يحمي من الأمراض كأمراض القلب، والسكري، وبعض أنواع السرطان.
تشير الأطعمة غير الصحية إلى تلك الغنية بالدهون المُشبعة، والدهون المتحولة، والسكر، والملح. وتشمل هذه الأطعمة الوجبات السريعة، والوجبات الخفيفة المصنعة، والمشروبات السكرية، ويؤدي تناولها بشكل زائد إلى مشاكل صحية عديدة، منها:
زيادة الوزن والسمنة، وما يرافقها من إرهاق عضلة القلب وخطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يؤدي تراكم الدهون غير الصحية إلى تراكم اللويحات في الشرايين.
مرض السكري النوع الثاني بسبب مقاومة الأنسولين الناتجة عن استهلاك كميات كبيرة من السكر.
سوء التغذية الذي يؤدي إلى الغثيان وانخفاض مستويات الطاقة، حيث لا تحتوي الأطعمة غير الصحية على المغذيات التي يحتاجها الجسم لوظائفه الحيوية.
يكمُن الفرق بين الطعام الصحي وغير الصحي في محتوياته، وقيمته الغذائية، وكيفية تأثيره على صحتنا. يقدم الطعام الصحي المغذيات التي يحتاجها جسمنا ليعمل بشكل سليم. أما الطعام غير الصحي، فإنه خالٍ من المغذيات الأساسية وضارّ بالصحة، خاصة مع مرور الوقت. فعلى سبيل المثال، يمدّ طبق من الدجاج المشوي والخضراوات الجسم بالبروتينات، والألياف، والفيتامينات، بينما تحتوي وجبة "برغر" من مطعم وجبات سريعة الدهون الزائدة والسعرات الفارغة فحسب.
لا يشمل أسلوب الحياة الصحي تناول الأطعمة الصحية فحسب، بل إنه نهج كامل يشمل كلاً من:
النشاط البدني المنتظم، والذي يشمل المشي، وركوب الدراجة، والتمارين الرياضية الأكثر صعوبة مثل الجري ورفع الأثقال. تساعد هذه التمارين وغيرها في حرق السعرات الزائدة، كما تدعم صحة القلب وتحسّن المزاج.
النوم الكافي، حيث يحتاج جسمك إلى وقت كافٍ من الراحة والتعافي اليومي، لما يقوم به أثناء النوم بإصلاح الخلايا وتخزين الذكريات، ما يجعل النوم جزءاً أساسياً من نمط الحياة الصحي.
إدارة القلق والتوتر عن طريق اليوغا، والتأمل، والاسترخاء، والقيام بالنشاطات التي تستمتع بها. يؤدي القلق المزمن إلى العديد من المشاكل الصحية، لذا من الضروري تخصيص الوقت للاسترخاء.
إضافةً إلى تناول الطعام الصحي المتوازن، تعمل هذه العوامل معاً لتساعدك على الحفاظ على وزن صحي، وتقوية جهاز المناعة، وتحسين جودة حياتك اليومية.
إذاً، ما هي آثار النظام الغذائي غير الصحي؟ يؤدي الاستهلاك الدوري للطعام غير الصحي إلى زيادة الوزن وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. عدا عن ذلك، يُقلّل الطعام غير الصحي من مستويات الطاقة، ويعكّر المزاج، ويؤثر سلباً على التركيز. من جهة أخرى، يساعد الطعام الصحي على تغذية جسمك، وتحسين مزاجك، وزيادة قدرتك على التركيز والعمل خلال اليوم.
إنّ إدراك الفرق بين الطعام الصحي وغير الصحي أمر أساسي للمحافظة على نمط حياة صحي. تذكر أنّ نمط الحياة الأفضل يرتكز على التوازن. لذا، ما من خطأ في تناول طعامك المفضل من حين لآخر، حتى وإنْ لم يكن الأفضل صحياً، طالما حافظت على نشاطك البدني وتناولت الطعام الصحي بشكل دائم.
إذاً، بدّل كيس رقائق البطاطا بحبة فواكه، والمشروب الغازي بكأس من الماء أو الشاي الحلو. تؤدي التغييرات البسيطة والصغيرة إلى تغييرات كبيرة، وسيشكرك جسدك عليها. وفي النهاية، صحتك أولويتك، ولم يفت الأوان للقيام بالاختيارات الصحية.